نبذة تاريخية عن قسم الهندسة المعمارية
نبذة تاريخية عن قسم الهندسة المعمارية
عاشت البلاد تبنى مبانيها على مدى طويل
بواسطة محترفى البناء الذين كان عملهم مقصورا على التلمذه من الصغر تحت إشراف
الأكثر خبرة وتجربة (طريقة الصبى والمعلم) فقد كان عملهم مقتصرا على حرف البناء
المختلفة. وقد عاون هؤلاء بعض الطوائف من الأجانب الذين كان مستواهم لايزيد كثيرا
عن الوطنيين فقد كان تعليمهم لايزيد عن التلمذة فى مكاتب تحترف العمارة. وظل هذا
أسلوبا متبعا لزمن. وبذلك كانت مهنة الهندسة المعمارية فى مصر منذ منتصف القرن
التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين يسيطر عليها الأجانب من جنسيات مختلفة فكانت
العمارة تعبر عن اتجاهات متضاربة. ثم بدأت حركة البناء تتأثر بالتعليم خاصة بعد
إنشاء مدارس الهندسة ومن هنا انتقلت عمليات البناء من حرفة إلى علم يدرس ويقنن
ويرجع للقانون الصادر لنقابة المهندسين الفضل الأول فى وقف محترفى البناء من المواطنيين
والأجانب حيث انتقلت المسئولية والعبء الأكبر إلى خريجى المدارس المختلفة.
ويعتبر قسم العمارة من أقدم الأقسام الهندسية
فى الكلية ويرجع الفضل إلى محمد على.
ففى عام 1816 أنشأ محمد على مدرسة
المهندسخانة وكانت العمارة هى إحدى التخصصات الأساسية للمدرسة وقد أرسل محمد على
البعوث العلمية الى أوربا خاصة فرنسا لدراسة العلوم والفنون المختلفة والتى كان
روادها النواة التى بدأت معهم نهضة تعليمية كبرى.
فى سنة 1834 افتتحت المهندسخانة بصفة نظامية
فى بولاق إلا أنها أغلقت فى عام 1854 لتعود من جديد بعد أربعة سنوات بالقناطر
الخيرية فى هندسة الرى وأخرى بالقلعة لدراسة فن العمارة وبعد انفصال المدرستين
عادتا مندمجتين فى مدرسة واحدة بصفة شاملة لدراسة العمارة والرى بسراى الزعفرانة
بالعباسية فى عام 1866 ثم انتقلت إلى سراى درب الجماميز بسراى المرحوم فاضل باشا
واستمر الحال هكذا حتى تم وضع منهجا ونظاما محددا للمدرسة وتخصيص قسم للرى وآخر
للعمارة على أن تكون مدة الدراسة خمس سنوات منها سنة إعداديه وأن يكون التخصص فى
السنتين الأخيرتين وبعد ست سنوات ألغيت السنة الإعدادية.
وفى عام 1896 انتدب السيد مولر من الخارج
لبحث أحوال الدراسة بالمدرسة وتقديم تقرير عن سير الدراسة وكان من رأيه إعادة دمج
قسمى الرى والعمارة فى قسم واحد ثم نقلت عام 1902 - الى مكان جديد هو دار مدرسة
الزراعة القديمة بالجيزة إلى أن انتهت مبانى المدرسة (كلية الهندسة الحالية) فى
عام 1905.
وبعد أن كانت المدرسة تنقسم إلى قسمى العمارة
والرى عادت فى عام 1916 وأنقسمت الى خمسة أقسام هى الرى والعمارة والبلديات
والميكانيكا والكهرباء والتخصص فى السنتين الاخيرتين.
وفى عام 1924 انتدب المهندس مصطفى محمد فهمى
رئيسا لقسم العمارة ويعاونه الأساتذة على لبيب جبر ومحمد رأفت. وفى سنة 1927 أعيد
تقسيم أقسام الكلية إلى أربعة أقسام هى القسم المدنى وقسم العمارة وقسم الميكانيكا
وقسم الكيمياء الصناعية ثم عين شارل اندريا ناظرا للمدرسة فى عام 1928 .
وبناء على طلب رئيس الجامعة بضم المدرسة
الخاصة للجامعة أصبح قسم العمارة على نظام الخمس سنوات وكانت أول دفعة فى القسم
تخرجت على ذلك النظام دفعة عام 1936.
ونظرا لاختلاف طبيعة الدراسة فى قسم العمارة فقد
رؤى فى بداية الستينيات فصل قسم العمارة عن السنة الإعدادية بالكلية حيث تقرر ذلك
كخطوة أولى نحو تحويل أقسام العمارة الى كلية للعمارة بناء على قرار المجلس الأعلى
لرعاية الفنون والآداب فى جلسات عديدة حيث تقدم بتقرير وتوصيات بتاريخ 27/2/1958 -
على اعتبار أن معظم المعاهد المعمارية الخارجية منفصلة عن كلية الهندسة بصفة عامة
وقد استمر فصل السنة الإعدادية لقسم العمارة عن باقى الكلية من بداية الستينيات
وكان يقبل الطلاب من مكتب التنسيق مباشرة طبقا لمجموع خاص وفى عام 1968 رؤى إعادة
ضم إعدادى عماره إلى إعدادى كلية الهندسة وأصبحت الدراسة فى قسم العمارة أربع
سنوات تسبقها سنة إعدادية كباقى الأقسام بكلية الهندسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق